هل يتحوّل حزب حراك شعب المواطنين إلى مليشيا تابعة لحركة النهضة على منوال روابط حماية الثورة وجمعية "سواعد" وجمعية "إكبس" وجمعية "الصمود" و .. و .. ؟

يبدو أنّ العصابة الغنوشية قررت إحتواء نشاط المنصف المرزوقي بعد خروجه من قصر قرطاج وجعله حبيسا لأوتار قلعة مون بليزير .. ولأنّ الخداع مهنتهم والخيانة هوايتهم فقد تكفّل المكتب 22 التابع للجهاز الخاص النهضوي بتنظيم ندوة سياسية يوم 27 جانفي 2015 يقع فيها تعيين المشرفين على 24 مكتب جهوي لحزب حراك شعب المواطنين في إجتماع يرأسه المنصف المرزوقي في إنتظار الإعلان الرسمي عن تكوين حزبه قانونيا في 20 مارس 2015 ..

ولكنّ الغريب في هذا الحدث هو أنّ عسكريين سابقين من جهاز المخابرات يشرفون على تنظيم هذا الاجتماع في أدق تفاصيله من خلال المكتب 22 ويقومون بتوجيه دعوات الحضور بصفة إنتقائية بعد أن رسموا قائمة لعصابة نهضوية يقع تعيين أعضائها رؤساء في المكاتب الجهوية لحزب حراك شعب المواطنين ليصبح بعد ذلك المنصف المرزوقي طرطورا يلعب دور معارض خارج قبة باردو ..

ولكنّ الأدهى من هذه الحسابات الضيقة يتمثّل في سعي عصابة الإجرام السياسي والفساد المالي في الجهاز الخاص التابع للمرشد الأعلى راشد الغنوشي الذي يخطط للتخلّص من شغب وغوغاء المنصف المرزوقي الذي إستولى على جانب كبير من قطيع قواعد حركة النهضة في الإنتخابات الرئاسية الماضية بعد أن سانده في حملته الرئاسية جميع الغاضبين النهضويين على آداء قيادتهم في قلعة الدسائس والمكائد في مون بليزير ..

لذلك فقد أحكم الطوق في تنظيم هذا الإجتماع كل من النهضوي صالح العابدي النقيب السابق في المخابرات العسكرية والنهضوي الضابط السابق في الجيش الوطني الهادي البلطي اللاجئ السابق في إسبانيا والمتورطين مع باقي شلة الجهاز الخاص في قضايا إنقلابية ضد نظام المخلوع سنة 1987 وسنة 1991 في المجموعة الأمنية ومجموعة براكة الساحل .. وذلك قصد إغتيال المنصف المرزوقي أثناء إشرافه على إجتماع حراك شعب المواطنين وتركيز هياكله الجهوية ..

ولتشتيت إنتباه الأتباع والأنصار وغربلة الحضور بما يخدم الخداع والخيانة النهضوية فقد وقع توجيه الدعوات الخاصة جداا .. جداا .. عبر الهاتف والإرساليات والفايس بوك ..

وما إن إنتشر الخبر بين غير المرغوب في حضورهم حتى وقع تغيير مكان الاجتماع في يوم واحد من نزل المشتل بالعاصمة إلى النزل الكبير في المنزه الثامن ثم إلى نوفوتال في شارع محمد الخامس بتونس في إنتظار ما سوف تؤكده إتصالات العصابة النهضوية صبيحة الإجتماع في تحديد مكان إنعقاده في اللحظات الأخيرة .. وهو ما يؤكّد الإرباك الحاصل حول إمكانية تسريب معلومة عملية إغتيال المنصف المرزوقي بعد أن أجّل البرلمان إجتماع المصادقة في يوم 27 جانفي 2015 على حكومة الحبيب الصيد إلى أجل لاحق غير محدد ..

وأمام الوضع الصحي الحرج الذي يمرّ به الباجي قائد السبسي مع تفاقم وإستفحال مرضه العضال فإنّه من المستحيل عليه علميا أن يتمم دورته الرئاسية مدة خمس سنوات بل سوف لن تتجاوز مدة رئاسته للبلاد بضع شهور وهو ما أكّده أخيرا رئيس اللجنة العليا المستقلة للإنتخابات في تصريح تلميحي يؤكّد على وجوب التفكير في إنتخابات رئاسية قريبا ..

ولتكون الحظوظ النهضوية وافرة في الإستيلاء على مقاليد الرئاسة في تونس بصفة ديمقراطية جداا .. جداا فقد تكفّل أصحاب المهمات القذرة في المكتب 22 للجهاز الخاص برفع الحواجز السياسية وتعبيد الطريق أمام مرشّح العصابة الغنوشية .. بالتخلّص من المنصف المرزوقي .. فهل إنتهت مدة صلوحية الطرطور خارج أسوار قصر قرطاج ليلتحق بالرفيق الأعلى بإذن من المرشد الأعلى مع جميع الأسرار التي عايشها في رئاسة البلاد والتي تحولت إلى عبء يهدد العصابة الغنوشية في كيانها .. وعلى حساب من تكون فاتورة هذا الإغتيال ؟