قد تقصون الشخص لكن سيصنعون من الرمز أسطورة

Publié par SAHBI EL AMRI sur 24 Janvier 2015, 17:55pm

بعد أول إنتخابات في العهد النوفمبري وقع إقصاء حركة النهضة من أي تمثيل برلماني بعد أن شاركت في جميع الدوائر .. إلاّ أنّ راشد الغنّوشي باع جميع أنصاره وأتباعه إلى المخلوع في لقاء سرّي جمعه به في 18 ماي 1989 في قصر قرطاج بعد أن كشف له في تقرير سرّي جميع مخططات الحركة على الأمد القريب والمتوسّط في تقرير يتضمّن 77 صفحة بخط يده قبل أن يقضي ليلته في نزل "الهناء" بالعاصمة ويغادر البلاد في سيارة "مراسم" متّجها إلى الجزائر ..

وللتمويه في الخداع والخيانة تولّت باقي قيادة حركة النهضة الإنقلاب على إمام جامع "الباي محمد" في مدخل باب سويقة الدكتور حميدة النّيفر الذي تعرّض إلى حملة تشويهية شعواء أدّت به إلى الإنهيار العصبي ممّا إستلزم مكوثه في مستشفى الرازي للتداوي بعد إنتخابات أفريل 1989 ..

وأمام عدم تموقع حركة النهضة في المشهد الحكومي الحالي بعد الإنتخابات التشريعية والرئاسية فإنّه من المنتظر أن تقع إعادة نفس سيناريو التسعينات من القرن الماضي مع تخلّي القيادة الغنوشية عن مسؤولياتها في الجرائم النهضوية المرتقبة .. وهو ما يشير إلى إمكانية حدوث عمل إرهابي نهضوي في تونس المدينة يرمي بالمسؤولية التضليلية على أطراف مجهولة وذلك بتحرير المبادرة للقواعد النهضوية الغاضبة على آداء قيادتها بإعتبار أنّ خيبة الأمل في حكومة حمادي الجبالي دفعت العديد من الشباب النهضوي إلى الإلتحاق بالتيّار السّلفي المتشدّد وهو ما أدّى ببعضهم إلى الإنخراط والتورّط في أعمال إرهابية بعد الثورة ..

وفي هذا السياق فإنّ ما حدث في جامع الزيتونة يوم 23 جانفي 2015 ساعتين قبل الإعلان عن حكومة الحبيب الصيد لمحاولة الإنقلاب على الشيخ حسين العبيدي يحيل إلى التفكير في أنّ التاريخ يعيد نفسه بالرجوع إلى ما وقع للشيخ حميدة النيفر في جامع "الباي محمد" وما تلته من محطات إجرامية نهضوية .. وهو ما يؤكّد أنّ قيادة حركة النهضة ما زالت تقليدية في تفكيرها في التعاطي مع الأحداث والمستجدات ..

إذ رغم إندساس إمام الخمس في جامع الزيتونة النهضوي عبد الغني بنور والمتورّط في قضية باب سويقة سنة 1991 وهو عضو المكتب المحلي للحركة في باب سويقة إلاّ أنّ عش الدبابير في قلعة مون بليزير قرّر الإنقلاب على الشيخ الحسين العبيدي دزن غيره لفتح منبر جامع الزيتونة للشيخ راشد الغنوشي .. حيث بعث له فيلق متمرّس على الفنون القتالية "الجيدو والكاراتي والتكواندو .." يتقدّمهم محمد الهذيلي الحارس الشخصي لراشد الغنوشي .. والعايش الجندوبي منتفع بالعفو التشريعي العام ووقع إنتدابه في وزارة التعليم العالي .. وعبد الرؤوف البدوي مسؤول الهيكلة والتنظيم .. مع أحد عناصر المجموعة الأمنية ومدرّب الفنون القتالية لطفي السنوسي .. حيث تحرّكت هذه العصابة في شكل حثالة تقود مليشيا نهضوية بتعليمات من عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس الحركة الذي يتصرّف في القطيع المجرم التابع للجهاز الخاص ..

وأمام تواطئ البوليس في تنفيذ الإعتداء على جامع الزيتونة قبيل صلاة الجمعة ليوم 23 جانفي 2015 وغياب النيابة العمومية في التعاطي بكل صرامة وحياد مع المعتدين للحد من البلطجة النهضوية فإنّ الوضع في تونس مقبل على تطوّرات خطيرة تبعث بضحاياها نحو المقابر والسجون والمنافي في مشهد يعيد صورة ما حدث في التسعينات من القرن الماضي .. ليخرج رأس الأفعى راشد الغنوشي وعصابته من الورطة كالشعرة من العجين بعد أن باع البلاد والعباد من أجل ضمان سلامته وسلامة أهله وذويه ورفاهتهم المادية والمعنوية .. وأمّا البقية .. فالشكارة والبحر ..