تونس: احباط محاولة لاغتيال المرزوقي؟

تتداول مصادر تونسية قريبة من جهات امنية أخبار عن أبحاث تجري راهنًا للتأكد من صحّة أخبار عن مسعى ما يسمّى "المكتب 22" التابع لحركة النهضة، احتواء حراك شعب المواطنين، الذي اطلقه الريس السابق محمّد المنصف المرزوقي وربما اغتيال الرجل اثناء اجتماع تأسيسي لهذا التنظيم السياسي. في تصريح خاص وحصرى للشروق اليومي يروي الدكتور الصحبي العمري الناشط السياسي والمورط زمن بورقيبة في ما يعرف بالمجموعة الامنية التي سعت للانقلاب حينها. أنه تحصل من مصدر خاص داخل "المكتب 22" عن مسعى هذا التنظيم الخاص والسري اختراق الهيكل السياسي الذي يسعى المرزوقي لإنشائه. أخطر من الاحتواء والسيطرة هو سعي النقيب السابق في المخابرات العسكرية التونسيّة صالح العابدي والناشط حاليا بالمكتب المذكور الى تنظيم محاولة الاغتيال بمساعدة الهادي البلطي الضابط السابق بالجيش التونسي. عند سؤال الدكتور الصحبي العمري عن الاسباب التي تقف وراء محاولة الاغتيال حسب قوله حين يمكن تفهم منطقيا محاولة الاختراق والسيطرة. يردّ الدكتور ان اليقين قائم في تونس بتدهور صحة الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي الذي لن يكمل عهدته، ربّما لن تزيد عن أشهر معدودات، حسب الدكتور الصحبي ومن ثمة ستذهب البلاد نحو انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. بسؤال الدكتور الصحبي العمري عن اسباب قرار التصفية والحال ان عمق النهضة واطاراتها الوسطى وجزء من القيادة العليا، ساندت المرزوقي علنًا ودون مواربة، يرد الدكتور ان عقل النهضة المدبر والمقصود راشد الغنوشي الرئيس الفعلي والمباشر لهذا الجهاز السرى حسب قوله، لا يثق في المرزوقي ويعتبره خطرا على الحركة وقيادتها، خاصّة وأنّ عمق غير هين من الحركة جاهز للالتحاق بالحراك المذكور. يضيف العمري ان الخبر الذي بحوزته تناهى الى علم احدى الجهات الامنية الرسمية العاملة في مجال مقاومة الارهاب التي تولت الاتصال به ليلا، ودعته إلى مقرّها، وسعت للتعمق في الموضوع معه سواء على مستوي مصدر الخبر أو دقة المعلومات، وفتحت بحثا في الغرض. رفض محدّثنا التعمّق في التفاصيل، مؤكدًا أنّ المعلومات التي بحوزته وجدت توافقًا كبيرًا مع المعلومات المتوفرة لدى هذه الجهة الأمنيّة، مضيفًا من باب التأكيد أنّ مكان الاجتماع تغيّر عديد المرات بمجرّد علم الجهات الساعية للتنفيذ بتسرب الخبر. وجب التأكيد أنّ القضيّة مرشّحة للتطوّر أكثر، حين أعادت هذه الجهة الأمنيّة استدعاء الدكتور الصحبي العمري وكذلك أحد أصدقائه للتعمّق أكثر سواء في عمليّة الاغتيال ذاتها أو تركيبة هذا الجهاز السرّي الذي سبق للنهضة أن نفت عديد المرّات وجوده أصلا، معتبرة أنّ الأمر لا يعدو أن يكون اختلاقا من جهات لا همّ لها سوى تشويه الحركة، علمًا وأنّ الدكتور الصحبي العمري انتمى زمن بورقيبة وحوكم زمن بن علي بتهمة الانتماء إلى ما سمي حينها "المجموعة الأمنيّة"، وهي مجموعة تنتمي إلى حركة النهضة حينها مكونة بالأساس من عسكريين وأمنيين، تمثلت مهمتها في اعداد انقلاب ليوم 8 نوفمبر 1987، لكن بن علي الوزير الأوّل حينها علم بالمسعى واستبق الأمر بالتحرّك يوم 7 نوفمبر.