Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مدونة د. الصحبي العمري

مدونة د. الصحبي العمري

Articles du DR SAHBI ELAMRI


يكذبون .. ثم يكذبون حتى يصدقوا أنفسهم .. ثم يطلبون من المواطن أن يصدقهم ..

Publié par SAHBI EL AMRI sur 28 Octobre 2015, 22:20pm

 يكذبون .. ثم يكذبون حتى يصدقوا أنفسهم .. ثم يطلبون من المواطن أن يصدقهم ..

تهاطل القصف الإعلامي والنيران الصديقة والشقيقة على إمام في صفاقس الموقوف حاليا على ذمة القضاء والذي رأى نفسه منذ مدة محل أنظار وثقة من محيطه حتى أصبح يعاني في ورطة يعتبرها إبتلاء ولكنها درسا وعبرة تنقشها ذاكرته حتى يتيقّن من سواد وحقد العصابة النهضوية التي طبّل وهلّل لها ليجد نفسه وراء القضبان .. هو يعرفهم أكثر من غيرهم .. يقتلون صديقهم ثم يمشون في جنازته مستغربين ممّا حدث له وكأنّهم أبرياء من الجرم ..

حاولت أن أبقى محايدا ومتفرّجا على الأحداث المتسارعة التي عقبت قرار إعفاء الإمام رضا الجوادي من مهمامه في جامع سيدي اللخمي بصفاقس .. ولكن إيمانا مني بنصرة المظلوم وإنصافه وحرصا مني على التنديد بالتعاطي مع الإشكاليات المطروحة على الساحة بمكيالين أمام العدالة التي تتحرّك أزرارها وفق بارومتر الرصد السياسي في تحويل الأنظار عن القضايا الجوهرية للشعب التونسي في غياب مشروع وطني .. حيث تحوّلت قضية عزل الأئمة إلى ظاهرة إستفزازية تدعو إلى بث الفتنة أكثر منها إلى تعديل أساليب الوعظ الديني ونشر الإعتدال بالعلوم الدينة وليس بالدروشة والطقوس الشيطانية الإجرامية ..

لن أدخل في متاهات موضوعية قرارات الاعفاء وعزل الأئمة ولن أخوض في جدلية مثل هذه القرارات وما إكتنفها من حيف وغموض بعد أن ساير الجميع الشوائب المقصودة التي أساءت للدين الحنيف حتى أصبحنا لا نحرّك ساكنا أمام عبارات الإسلام المتطرّف والإسلام المعتدل وإسلام الدواعش وما خصّنا إلاّ أن نسمع بالإسلام الرياضي والإسلام الثقافي والإسلام المائع بكل لا مبالاة .. في غياب من يعدّل الأوتار بالحكمة والموعظة الحسنة ..

وحتّى أكون صادقا مع نفسي قبل أن أكون صادقا مع غيري فإنّ عزل الأئمة من منابر الجوامع بدأت مع الشيخ الحسين العبيدي في جامع الزيتونة وما كابده هذا الشيخ المريض المسنّ من بهذلة تمنعه من دخول الجامع الأعظم .. وساير جميع أئمة البلاد قرار عزله الذي تقف وراءه قيادة النهضة الغنوشية للإستحواذ على باحة ومنبر جامع الزيتونة ليكون مرتعا لشيوخ بول البعير وختان البنات وفتاوي التغرير .. حتى جاء الدور على كل من كان على الربوة ساكتا على المنكر ..

ولذلك فإنّ ما يحدث اليوم من عزل للأئمة هو نتاج للتواطئ في أإستحسان مكائد ودسائس النهضة الغنوشية في إحتواء منابر بيوت الله وأصحابها حتى جاء الدور على عناوين نضالية رأت في كفاءتها قدرة على الإمامة .. وإن كنت ألوم الشيخ خميس الماجري على قبول إعتلاء منابر بعض الجوامع في صلاة الجمعة إبان الثورة وبعدها بدعم وتحريض من رواد هذه الجوامع نظرا لكفاءة شهائده العلمية في مجال الدين وذلك بعد أن يقع رفض أو طرد الإمام المعيّن من طرف وزارة الشؤون الدينية فإنّ هذا الأسلوب كلّفه تتبعات عدلية وتشويه لصورته ما زال يعاني من مخلفاتها إلى اليوم دون أن يتضامن معه أحد لتعديل أوتار سهام العصابة الغنوشية التي وجدت في هذه المصيدة القضائية أسلوبا للتّخلّص من رفاق الدرب المطلعين على خنار نهضة المهجر..

وبما أنه اليوم قد أصبح إيقاف إمام جامع سيدي اللخمي يمثّل قضية رأي عام في تونس وسمع بها القاصي والداني ولم تجد وزارة الشؤون الدينية من مخرج لورطة أسلوبها في التعاطي مع تعيين الأئمة وتوزيعهم للإشراف على الجوامع فقد تكفّل غيرها بإسناد تهم الفساد وسوء التصرّف في أموال جمعية سيدي اللخمي الخيرية لإلقاء رضا الجوادثي وراء القضبان .. وهو أسلوب نوفمبري لا يصدقه أحد ..

إنّها مهزلة حين تطفو تهم الفساد على السطح من جديد بعد أن وقع الإفراج عن جميع فاسدي العهد البائد علاوة عن خجل السلطة في عدم مساءلة بارونات الفساد المعروفين في سنوات الجمر ليكون رضا الجوادي وقودا في مسرحية مقاومة الفساد التي أثقلت ملفاتها اللجان والهيئات المستحدثة في تجميع آلاف من أكوام الملفات والأبحاث والتحريات في مؤسسات دولة متواطئة مع الفساد والفاسدين منذ أن إعتلت الترويكا سدة الحكم في تونس .. وذلك جون التعريج عن تقصير أجهزة السلطة في المطالبة بإسترجاع الأموال المنهوبة من طرف المخلوع وعائلته وأصهاره ..

للأمانة أستبعد أن يكون رضا الجوادي قد إستولى على أموال من رصيد الجمعية الخيرية وأرجّح عدم إحترامه للإجراءات القانونية في جمع الأموال والتصرّف فيها بكل نزاهة في غياب أي شكاية صادرة عن أي متضرر ..

وإذا كانت النوايا صادقة يبقى السؤال مطروحا على القضاء حول نيّته الصريحة في جلب رفيق بوشلاكة في قضية شيراتون غايت وإستيلائه على هبة المليون دولار الصينية وتدليسه لوثائق هويته وإستعمال مدلّس ؟ كما يحزّ في النفس إعتلال القضاء وعدم قدرته على جلب علي العريض أمين عام حركة النهضة ونائب في البرلمان لإلقائه وراء القضبان ومقاضاته قبل إيقاف ومقاضاة رضا الجوادي وذلك من أجل المشاركة في قتل المحامي شكري بالعيد .. وأما عن عديد النواب الفاسدين المختفين وراء الحصانة البرلمانية فحدّث ولاحرج ..

ولكن من أجل ذلك يجب حبس رضا الجوادي عملا بمقولة "أضرب القطوسة تتربى العروسة" .. وأما عن النزاهة والشفافية والموضوعية والحياد والعفة والطهارة والصدق في تمويلات الجمعيات الخيرية بعد الثورة فإنّه يتعيّن إلقاء القبض على محافظ البنك المركزي وعديد المشرفين على البنوك وفروعها في عدم التبليغ عن حصول جمعية "مرحمة" وجمعية " تونس الخيرية" وغيرهاعلى تمويلات ضخمة من الخارج ساعدت على تصدير الجهاديين إلى سوريا كما موّلت تموين الدواعش في ليبيا والشام ..

كل ذلك يختزله إيقاف رضا الجوادي في صفاقس ومثول رضا بالحاج الناطق الرسمي لحزب التحرير أمام القضاء في سوسة من أجل إمامة المصلين .. رغم أن المتابع للشأن العام في تونس ما زال ينتظر مقاضاة المترشح للرئاسة أخيرا والذي حصل على تمويلات من الخارج وهو ما يعاقب عليه القانون جزائيا في تونس ..

كفانا صعلكة وإستبلاها وإحتقارا لذكاء المواطن التونسي ..
نحن فعلا نعيش في عصر التفاهة وفي دولة تافهة التي تجترّ التفاهة لتستثمر التفاهة .. من أجل الفوضى الخلاقة التي تخدم مصالح خارج تونس ..

د. الصحبي العمري

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Archives

Nous sommes sociaux !

Articles récents